الغزيون لا يعرفون أسماء لاعبيهمالزمالك ... أهم الأندية في عيون سكان قطاع غزة
:المشاغب من غزة:ينتظرالفلسطينيون في قطاع غزة مباراة السوبر التي ستجمع قطبي الكرة المصرية
'الأهلي والزمالك، على أحر من الجمر، والتي من المنطلق أن تعقد اليوم في افتتاح مباريات دوري أبطال أفريقيا. الغريب في الأمر أن الغزيين يعشقون الكرة المصرية. وبات معظمهم يرددون أسماء عشرات اللاعبين المصريين، في حين يبتس ممحمد سلمان عندما سألته إيلاف عن معرفتهبخمسة لاعبين فلسطينيين.
ويقول 'صراحة لا أعرف سوى لاعبينفقط منهما'.
ويجلس محمد وسط مجموعة من الشباب ويتناقشون بصوت عالٍ حول إمكانية فوز نادي الزمالك هذه المرة على غريمه التقليدي النادي الأهلي.
ولا يخفي محمد تشجيعه منذ صغره للزمالك المصري، ويعتبره من أفضل الأندية العربية لولا المشاكل التي تحيط بإدارته
وعلاقة الفلسطينيين كما يقول حسين أبو عيده بالكرة المصرية نابعة منذ عشرات السنين، عندما كانت تلتقط التلفزيونات البث الأرضية للقنوات المصرية الأولى والثانية.
ويقول حسين (53 عامًا) لـ إيلاف 'منذ أكثر من 35 عامًا لم يكن موجودًا ما يعرف بالديجيتال، وكان الأمر يقتصر عندنا في غزة
على مشاهدة قنوات إسرائيل الأولى والثانية وكذلك المصرية، وعندما يكون الطقس صافيًا نشاهد تلفزيون الأردن'.
ويضيف حسين 'لذلك بدأنا نتابع المباريات المصرية، وبدأنا نعشقها شيئًا فشيئًا، لدرجة أن أولادنا أصبحوا أكثر ولعة بها منا'.
ويقول محمد، كان يعمل شرطيًا قبل سيطرة حركة حماس على غزة، ويجلس الآن في بيته بقرار من حكومة رام الله لكافة منتسبي الشرطة،يقول 'ننتظر لحظة بلحظة المباريات المهمة، وخصوصًا مباريات النادي الزمالك، كوني أحبه
جدًا'.
ويعكس حب الفلسطينيين للرياضة المصرية، لإفتقارهم للرياضة الفلسطينية التي إعدمتها إسرائيل جراء قتل عشرات الرياضيين
الفلسطينيين أو إعتقالهم أو تجريف الأندية والملاعب أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية أبان
فترة إحتلالها لقطاع غزة، لأكثر37 عامًا، الأمر الذي حذا بتراجع الرياضة الفلسطينية بكافة أشكالها.
ويعترف معتصم وجيه (20 عامًا) الذي يعشق النادي الزمالك، أنه لا يتابع أمور الرياضة الفلسطينية بتاتاً بالقياس لمتابعته للرياضة المصرية. ويقول لـ إيلاف 'أشعر أن الرياضة المصرية تتطور سنويًا، وهناك مدراس
للعديد من الأندية فيها. وأتمنى أن
أجد فرصة لي بالذهاب إلى مصر واللعب في نواديها'.
وتوقف الدوري الفلسطيني نهائيًا مع إندلاع إنتفاضة الأقصى في العام 2000، ولم تسمح إسرائيل بعقد مباريات بين أندية الضفة الغربية وقطاع
غزة، وفي كثير من
الأحيان تمنع اللاعبين من السفر للخارج وإقامة معسكرات تدريب في الدول المختلفة، لكسب خبرات وفنيات كروية.
ويقول ضياء (18 عاماً)، يعشق النادي الأهلي المصري، 'أتوقع فوز النادي الأهلي في السوبر المصري ضد الزمالك. فالأهلي تعود على
الفوز دائمًا ويكسب في معظم الأحيان مباراته أمام نظيره الزمالك'.
وعاش سكان قطاع غزة تحت الوصاية المصرية منذ العام 1948م، بعد أن إحتلت إسرائيل مدن وقرى الـ 48، فيما عاش سكان الضفة الغربية
تحت الوصاية الأردينة. الأمرالذي ربط سكان غزة بمصر وبرياضتها.
ويتابع معتصم 'أشاهد مباريات الدوري الأسباني والإنكليزي بمتعة كبيرة، لكن الزمالك يبقى الهندسة من وجهة نظري'.
ويتجمع عشرات الشبان الفلسطينيين في المقاهي والإستراحات في أغلب الأحيان، لمشاهدة مباريات الناديين. وفي العادة لا يختلط مشجعي الناديين في المكان ذاته خلال إقامة المباراة، خوفاً من مشاحنات تؤدي إلى شجار.
وإلىحين عودة الرياضة الفلسطينية، على الأقل، لما قبل العام 2000، ستبقى الرياضة المصرية في
نظر الشباب الفلسطيني من سكان قطاع غزة، هي المسيطرة على عقولهم الكروية.