NiGhT ViSiToR النخبة
تاريخ التسجيل : 20/08/2007 عدد الرسائل : 375 الإقامة : جار نوال العمل/الترفيه : برضه جار نوال العمر : 38 المزاج : طالما نوال جارتي أكيد قرفان نقاط : 0 السٌّمعَة : 0 مزاجي.. :
| موضوع: الوقت لا ينتظر في غزة... 26/11/2007, 9:13 am | |
| الوقت لا ينتظر في غزة.. يا قناة الجزيرة!! بقلم: مخلص برزق* 23/11/2007م
لا يستطيع أي مراقب منصف أن يتعرض لقناة الجزيرة الفضائية بالغمز واللمز فيما يتعلق بإنجازاتها الإعلامية مهنياً وحرفياً، فقد تفرّدت بتغطية العدوان الأمريكي الآثم على أفغانستان وقدّمت بين يدي ذلك مراسلها تيسير علوني قرباناً على مذبح الحرية والديمقراطية الأمريكية، كما أنها شاركت بفعالية كبيرة في تغطية الغزو الأمريكي المغولي للعراق وكان مراسلها طارق أيوب –رحمه الله- الثمن. وكانت الجزيرة حاضرة في باندا آتشيه بين جثث ضحايا تسونامي.. وفي النيجر كانت أول من دقّ ناقوس خطر المجاعة المميتة.. وفي الصومال وأدغالها لم تكن الجزيرة بعيدة عن ظاهرة بزوغ نجم المحاكم الإسلامية وأفولها.. بل إنها تواجدت في شرق الدنيا وغربها، وعليه فلم نكن لنستغرب أن يطل علينا المراسل عمرو عبد الحميد من أقصى نقطة في القطب الشمالي ليغرس علم الجزيرة وشعارها هناك فقناة الجزيرة تملك من الإمكانات والمقدرات والحرص على السبق الإعلامي ما يذلل لها كل صعب وييسر لها كل عسير.. شعارها في ذلك أن "الوقت لا ينتظر". ومع تعاظم الجزيرة وتعملقها في أماكن وبقع ساخنة بتغطيتها لأدق التفاصيل وفي أصعب الظروف تبهر معها المراقبين وتثير حفيظة المنافسين إلا أنها –وللأسف- كانت تتضاءل وتتقزم إلى مستوى القنوات الهاوية المتهالكة المتمسكة بشعار "شاهد ما شفش حاجة" وذلك في أعز بقعة وأطهرها وأحبها إلى قلوبنا.. فلسطين. تابعت ذلك الفشل الإعلامي لقناة الجزيرة شخصياً دون أن أعزم على توثيقه لا لشيء إلا لأن الأمر لم يكن ليخفى على كل مراقب محايد لكثرته ووضوحه وتكراره، ومع ذلك فإن الجعبة ملأى بالكثير من الشواهد على مهنية الجزيرة "الضائعة" بين أزقة غزة وخان يونس وجباليا والبريج وحارات نابلس وجنين ورام الله والخليل.. لن أغوص بعيداً في أرشيف القناة فالمتابع لقناة الجزيرة خلال الأسابيع الأخيرة فقط يمكنه التوصل لنتيجة مفادها إن الشأن الباكستاني حاز على اهتمام غير مسبوق من القناة وكأن شارعنا العربي لم يكفه مصائبه ومآسيه ليتصبح ويتمسى بمشرف وشريف ويتجرع مضطراً كل ما تنقله الجزيرة عن بينظير بوتو وكأنما نتابع الجزيرة الناطقة بالأوردو!! لا تلوموا قلمي فهو إنما يخط ما نزف به قلب طعنته تقارير الجزيرة اللامبالية بدماء شعبنا الغالية.. ففي منتصف هذا الشهر الجاري استهدف اثنان من المجاهدين المرابطين على تخوم بيت حنون المنكوبة بصواريخ البغي الصهيوني ليرتقيا إلى عليين في ذات الوقت الذي استهدف العدوان الصهيوني آخرين في رفح ليصابا بإصابات مختلفة.. سارعت لحظتها للتحويل إلى قناة الجزيرة للتحقق من حدوث ذلك، وأصبت بخيبة أمل أولى عندما لم أجد شريط الدم القاني الذي يكتبون عليه عادة "عاجل" فعاجلنا دائمأ شهداء وأشلاء ودماء ودموع.. وازدادت خيبة أملي عندما ترقبت بلهفة ما ستورده الجزيرة في نشرتها المفصلة "الجزيرة منتصف اليوم" عن ذلك الخبر فإذ بها تبدؤها بخبر مقتل اثنين.. إنهما صبيين باكستانيين قتلا في أحداث شغب في لاهور!! مر ذلك اليوم دون أي إشارة من قريب أو بعيد لما جرى في فلسطين، والأدهى والأنكى من ذلك أن الجزيرة التي يفترض فيها الحرص على تحرّي تغطية كل الأحداث الخطيرة التي من شأنها المساس بمقدسات أمتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك بمراسليها الذين لا تعترضهم أي عقبة للوصول إلى أي مكان في أرضنا المحتلة حتى لو كان قلب الكنيست الصهيوني أو القواعد الصهيونية العسكرية والقيام بإجراء مقابلات مع كبار المجرمين من قادة جيش الاحتلال.. لم نلحظ تلك المهنية والمتابعة الحثيثة لما جرى صبيحة انعقاد مؤتمر القدس الدولي في إسطنبول عندما قام أحد وزراء العدو (جدعون عزرا) مع مجموعة كبيرة من مرافقيه بتدنيس المصلى المرواني داخل المسجد الأقصى المبارك في رسالة استفزازية واضحة.. وللأسف فقد كانت الجزيرة غرقى بباكستان وأخبار باهتة أخرى!! ولأني أعلم أن غزة غصّة في حلق الكثيرين فلن أتعرض لتغطية الجزيرة لأحداثها التاريخية فذلك شأن له زمن آخر ستوضع فيه النقاط على الحروف.. ولكنني هنا أقف وقفة حازمة أحمّل فيها الأمانة لكل من يعمل في تلك القناة التي رجوناها في زمنٍ عزّ فيه النصير على نوائب الدهر وقلَّ فيه الأمين الذي ينقل الحدث دون قص أو لصق أو تغيير من الذين يأخذون ببعض ويتركون البعض وما أكثرهم.. إن الحصار الكوني الآثم على قطاع العزّ الحبيب لا يعفي أحداً من إثم المشاركة فيه ولو بالسكوت عمّا يجري بسببه من موت وجوع ومعاناة وآلام وآهات.. وهو ما فعلته قناة الجزيرة سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد.. وسأكتفي بمثال واحد قريب جداً يتلخص باسم قد لا يعرفه إلا القليل والقليل جداً إنها ليلى أبو عليوة.. ففي الوقت الذي كانت تنقل الجزيرة في تقاريرها أن بينظير تثاءبت وأنها عطست وأنها وأنها، وفي الوقت الذي لم تفوّت الجزيرة فيه أي تصريح أو مؤتمر لوزيرة الإرهاب الداعية للتمسك بأمن ويهودية الكيان الاحتلالي البغيض ليفني ونظيرتها في الإرهاب والشؤم كوندوليسا رايس.. لم نلحظ ذلك الحرص على تغطية الجزيرة لآلام وآهات أخواتنا وأمهاتنا وحرائرنا في فلسطين فلم تحظ النائب مريم صالح بذلك الاهتمام اللائق بتلك التي تعتبر أول نائبة تعتقل وتسام أشد العذاب في سجون الاحتلال.. ولم تحظ طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح بأي اهتمام ولا غيرهن ممن تقطعت بهن السبل بسبب إغلاق المعابر والتي تمثل ليلى أبوعليوة مثالاً صارخاً يدين كل من يزعم أنه صاحب ضمير حي أو يظن أن له قلب ينبض أو إحساس إنساني يدعيه. إنها تلك المريضة بانسداد الأمعاء والتي شقّت بصرخاتها عبر فضائية الأقصى سكوناً آثماً مريباً خيّم على أمة اكتفت بالتفرج علينا ونحن نلفظ آخر أنفاسنا في غزة الصابرة المصابرة بمرض أو جوع أو قصف أو اجتياح.. كانت صرخاتها الأخيرة التي لم تمكث بعدها إلا يسيراً عندما واجهت بعيون باكية متألمة كل العيون والقلوب باستغاثة أخيرة قالت فيها "عندي انسداد في المصارين (الأمعاء) أنا بموت في اليوم ميت (مائة) موتة يا ناس ارحموني إن كان في عندكم رحمة" وجاء الخبر الأليم بعد أيام قليلة ينعى ليلى إلى مثواها الأخير دون أن تبادر قناة الجزيرة للإشارة إليها من قريب أو بعيد مع أن الجزيرة كانت حاضرة بميكرفونها وقت توجيه تلك الاستغاثة!! كان يمكن للجزيرة أن تغطي ذلك الخبر كبادرة إنسانية لا يمكن لعاقل أن يصنفها على أنها تنطلق من أنها تعمل "بوقاً" لحماس أو لأحد من الناطقين باسمها!! لكنها وللأسف خيّبت آمالنا للمرة الألف ولم تفعل.. مع أنها كانت أمانة يحتّمها عليها العمل الإعلامي الذي يفترض أن ميثاق القناة يحويه دون النظر إلى العواقب المترتبة على القيام بأمانة النقل وحرفيته.. وهو ما نلحظه في "مشاكسة" الجزيرة للإدارة الأمريكية والعديد من الدول التي تسير في فلكها -ولو إلى حدود معينة- وهو ما يمكن أن نفسره بأنها خطة ذكية لاستقطاب مشاهدين ضاقوا ذرعاً بقنوات أدمنت التبشير بفضائل العم سام وخيراته علينا.. العجب العجاب أن تلك القناة الحديدية بدت هزيلة ضعيفة في كثير من الأحيان أمام الابتزاز الرخيص الذي اعتاد ت مجموعة من الناطقين باسم تيار معروف في الشارع الفلسطيني أن يمارسوه مع الجزيرة، كل مقوماتهم أنهم يملكون قاموساً لا نهاية له من الشتائم والسباب بألسنة حداد يسلقون بها كل من يكشف شيئاً من مخازيهم وفضائحهم، وممارسات يندى لها الجبين بحق كل من يخالفهم في الرأي أو المواقف، حتى باتت تهديداتهم هاجساً يسكن مراسلي تلك القناة إن في غزة أو في الضفة المحتلة دون أن يواجهه من الطرف الآخر الذي تمثله حركة حماس سوى عتب أو رجاء أو تذكير بالمسؤولية أمام الله وأمام الأمة وأمام التاريخ على أضيق نطاق وبكل أدب وتهذيب وأخوية، وبعد أن يبلغ السيل الزبى ويصبح قطاع غزة منبوذاً مهملاً إلا من تغطيات ماكرة تظهر جزءاً من الصورة مع غض كامل للطرف عما يجري من أهوال في الضفة المحتلة.. كل ذلك بحجة الحيادية والابتعاد عن إشكالية ما جرى في غزة على يد حركة حماس وكأن الزمن قد توقف عند تاريخ 14 حزيران (يونيو).. وكأن ما يرتكبه البعض بحق شعبنا وقضيتنا وقدسنا وأقصانا وحقنا في العودة وانقضاض آثم على مشروع المقاومة على أرضنا الطاهرة لا يستحق من قناة الجزيرة وقفة شجاعة صلبة تقف فيها مع الحق وتنحاز فيها إلى الضمير الحي الذي يملي عليها مناصرة الضعفاء والمظلومين والذين تمثل ليلى أبو عليوة شريحة منهم قضت نحبها مع سبعة عشر مريضاً في غزة دون أن يجود عليها مراسلو الجزيرة في فلسطين بعرض قضيتها على العالم على الرغم من علمهم علم اليقين أن الوقت لا ينتظر في غزة لا لليلى ولا لنائل الكردي ولا لمئات آخرين يتراءى لهم ملك الموت في كل لحظة. * كاتب فلسطيني.
منقول عن شبكة الحوار | |
|